أنت هنا

29 جمادى الثانية 1430
المسلم- قدس برس

وتلتئم مساء اليوم الاثنين، في العاصمة اليونانية أثينا أبرز فعالية أوروبية من نوعها للتضامن مع القدس وإبراز هويتها العربية، حيث يُقام مؤتمر دولي احتفالاً بالقدس عاصمة للثقافة العربية.

ويشارك في هذه الفعالية شخصيات بارزة من اليونان وأوروبا وفلسطين، ومن بينهم سياسيون وبرلمانيون ورجال دين ومفكرون ومثقفون وممثلو مؤسسات المجتمع المدني، حيث يشاركون في مؤتمر ضخم للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

ومن جهته، وصف الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا عادل عبد الله الحملات التصعيدية التي تشنها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق مدينة القدس والمقدسيين، بالحرب "الصامتة والبطيئة التي تحتاج إلى أن نتصدى لها بلا تلكؤ أو تقاعس".

ونقلت وكالة "قدس برس" عن عبد الله تأكيده على أهمية انعقاد المؤتمر الدولي للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية في أثينا، مشيراً إلى أنّ هناك المزيد من الفعاليات ستتواصل في هذا الاتجاه في عموم القارة الأوروبية.

وفي ما يتعلق بأهمية عقد هذا المؤتمر الدولي ودلالته؛ قال عبد الله إنّ "هذا المؤتمر الدولي هو باكورة تحركات على الساحة الأوروبية، وبالتالي فإنّ الانعقاد في أثينا هو بإذن الله خطوة عملية أولى لجعل قضية القدس في صدارة الاهتمام العام في الساحة الأوروبية".

ويمثل هذا الحدث، أبرز فعالية تقام في أوروبا للتفاعل مع القدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام، ومن المنتظر أن تليه عدد من المؤتمرات والندوات والفعاليات حسب ما أعلن عنه تجمّع "أوروبيون لأجل القدس".

ورأى الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا أنّ "أهمية مؤتمر أثينا، تكمن في أنه ينقل الاحتفاء بعاصمة الثقافة العربية من نطاقه الإقليمي العربي إلى فضائه الإنساني العالمي. وبالتالي فإنّ هذا المؤتمر يريد أن يجعل مفهوم عاصمة الثقافة في مركز الوعي العالمي، وأن يفكك الأسطورة الصهيونية الوهمية حول القدس المليئة بالافتراءات على التاريخ"، على حد قوله.

ويحمل المؤتمر التي يُقام في قاعة المؤتمرات الكبرى بفندق كرنفال بأثينا، عنوان "القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 ـ أوروبا من أجل القدس وغزة". وتتضمّن الفعالية جلسات وورش عمل ومحاضرات وكلمات ومداخلات بالعربية واليونانية والإنجليزية، علاوة على فقرات فنية منوّعة ومعارض وبرامج ثقافية مصاحبة. وتنظم هذه الندوة الدولية كل من جمعية الصداقة اليونانية ـ الفلسطينية، وتجمّع "أوروبيون لأجل القدس".

واعتبر عادل عبد الله أنّ "إحدى الدلالات الهامة لانعقاد مؤتمر أثينا، هو الانتقال من الأداء الانفعالي المؤقت إلى الفعل المتواصل والمتراكم"، وأضاف: "لا ينبغي أن نرى الدماء والأشلاء حتى نتحرّك، وحتى تستيقظ عزائمنا، فما يجري بحق القدس الآن هي حرب بكل معنى الكلمة، عنوانها الإنسان وتشبثه بأرضه التاريخية، وعنوانها البيوت التي تعكس البقاء والصمود، وعنوانها التاريخ والحضارة، وعنوانها نزع الهوية الدينية الشرعية للمكان. وهي بمثابة نكبة جديدة للشعب الفلسطيني في أعزّ بقاعه، كما أنها تنذر بالأسوأ". وأضاف عبد الله "لذا، فهذه الحرب الصامتة والبطيئة تحتاج إلى أن نتصدى لها بلا تلكؤ أو تقاعس، وهذه هي رسالة مؤتمر أثينا الدولي".

وقال عبد الله "لا شكّ أنّ الهجمة المتصاعدة على القدس تمثل اختباراً جدياً لنا جميعاً، وإذا ما تمكّن الاحتلال الإسرائيلي من تمريرها والمضيّ بها بلا رادع أو اكتراث لائق بها؛ فإنّ علينا انتظار ما هو أخطر، وتحديداً ضد المقدسات، ضد المسجد الأقصى المبارك".

ومضى يقول: "نحن ماضون في تحويل هذه الهجمة إلى قضية رأي عام"، معتبرا أنه "بالإمكان عرقلة هذه الهجمة المتصاعدة على القدس، وكبح جماحها، ورفع ضريبتها، بخاصة عبر تنوير الرأي العام بطبيعتها ووقائعها، وفضح هذه السياسة العنصرية والتوسعية الصهيونية في كل الأوساط والمحافل، وممارسة الضغوط على صانعي القرار في كل البلدان كي يمارسوا عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي لقاء هذه الممارسات".